الجمعة، 29 أبريل 2011

الدرس ( 2 - 1 ) ( 6 ) : التدرّج في التنزيل :


الدرس ( 2 - 1 ) ( 6 ) : التدرّج في التنزيل :



الدرس 2


التدرج في التنزيل :



1- بعثة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) .


فقد بعث (ص) وعمره أربعون سنة ثم مكث بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى اليه ثم هاجر إلى المدينة وظل فيها عشر سنين وظلَّ القرآن الكريم يتعاقب ويتواتر عليه حتى مات وهو في الثالثة والستين من عمره الشريف.



2- مدة نزول القرآن :



استمر التنزيل التدريجي للقرآن الكريم طيلة ثلاث وعشرين سنة وهي المدة التي قضاها النبي (ص) في أمته منذ بعثته إلى وفاته .



3- يمتاز القرآن الكريم عن باقي الكتب السماوية بالتنزيل التدريجي :


امتاز القرآن عن الكتب السماوية السابقة عليه بإنزاله تدريجًا وكان لهذا التدرج في إنزاله أثر كبير في تحقيق أهدافه وإنجاح الدعوة وبناء الأمة .



4- التدرّج من الأدلة على إعجاز القرآن :


كما إن التدرج كان آية من آيات الإعجاز في القرآن الكريم ويتضح كل ذلك في النقاط التالية :




أ- مرت على النبي والدعوة حالات مختلفة جدًا خلال ثلاث وعشرين سنة : من محن و شدائد وحالات ضعف وقوة ، وعسر ويسر ، وهزيمة و انتصار وأفراح وأحزان .



ب- هذه الحالات يتفاعل معها الانسان الاعتيادي وتنعكس على روحه وأقواله وأفعاله .



ج- والتنزيل تدريجاً خلال تلك الأعوام كان يسير دائمًا على أسلوب واحد ، ولم تنعكس عليه تلك الانفعالات البشرية الذي تثيره تلك الحالات .



د- وهذا من مظاهر الإعجاز في القرآن التي تبرهن على تنزيله من لدن علي حكيم ، ولم يكن القرآن ليحصل على هذا البرهان لولا إنزاله تدريجًا في ظروف مختلفة وأحوال متعددة .




هـ - كما إن القرآن الكريم ليس كتاباً للتعليم والبحث العلمي فحسب بل لتغيير الانسان تغييرًا شاملاً كاملاً في عقله وروحه وإرادته ، وصنع أمة وبناء حضارة .



و- وهذا التغيير لا يمكن إلا أن يكون تدريجيًّا بطبيعته ولهذا كان من الضروري أن ينزل القرآن الكريم تدريجًا ليُحكَمَ عليه البناء ولينشِئَ أساسًا بعد أساس ، ويجتذَّ جذور الجاهلية ورواسبها بأناة وحكمة.



ز- وعلى هذا الأساس نجد أن الإسلام تدرّج في علاج القضايا العميقة المتجذِّرة في نفس الفرد أو عادات المجتمع وقاوم بعضها على مراحل حتى استطاع أن يستأصلها ويجتثَّها من جذورها .



ح - ومثال ذلك التدرُّج : قصة تحريم الخمر وتدرج القرآن الكريم في الإعلان عن تحريمه .



فلو أن القرآن الكريم نزل جملة واحدة بكُلِّ أحكامه ومعطياته الجديدة لنفر الناس منه ولما استطاع أن يحقق الانقلاب العظيم الذي أنجزه في تلك الفترة الزمنية القياسية .


فلو تتبعت آيات القرآن الكريم لرأيته يثبّت قلوب المؤمنين ويغرس التصبُّر فيهم ، ويذهب الحزن عنهم، ويغرس فيهم الأمل بنصر الله سبحانه ، عن طريق ذكر الانتصارات السابقة للمؤمنين المضحين الذين : { مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ } [البقرة : 214] .


يتبع ..التدرّج في التنزيل ( 3- 1 ) ( 7 )

الدرس الثالث :


يتبع .. التدرج في التنزيل ( 2) :



5- من الفوائد – أيضًا – تثبيت قلب النبيِّ ( صلى الله عليه وآله ) :



كان الرسول ( صلى الله عليه وآله ) محبًّا للناس ويريد هدايتهم جميعًا




ولكن البعض منهم كان يأبى ، فكان ( صلى الله عليه وآله ) يتأثر وتتأذى روحه بسبب ذلك الإعراض قال تعإلى :



- إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [القصص : 56] .



- { طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى } [طه : 1 و 2 و 3] .



- { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً } [الكهف : 6] .



- { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } [الشعراء : 3] .



- { فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } [فاطر : 8] .





فكان الإنزال التدريجي إمداداً معنوياً مستمراً له ( صلى الله عليه وآله ) .



والآن أترككم مع الآيات المباركة ليتضِّح الموضوع أكثر :


‌أ- التثبيت :


- { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً } [الفرقان : 32] .



‌ب- غرس التصبُّر والتذكير بسيرة الصابرين :


- { وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً } [المزّمِّل : 10] .


- { فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ } [الأحقاف : 35] .



‌ج- إذهاب الحزن : { وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } [يونس : 65] .




ويستمرُّ القرآن الكريم بتسلية الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) قائلاً له أن الكافرين لا يجرحون شخصه ولا يتهمونه بالكذب لذاته وإنما عنادًا للحقّ ، وخوفًا على دنياهم التي حصّلوها بغير وجه حقّ ؛ كما في قوله تعإلى : { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ } [الأنعام : 33] .



6- تجدُّد الأسئلة يحتاج إلى تجدُّد النزول :



إن تجدُّد الإشكالات والشبهات والتمثيلات والمغالطات والاستهزاء والأسئلة تتطلّب تجدُّد الردود والإجابات والتوضيحات :


وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً [الفرقان : 33] .




أولاً - الردّ على عبدة الأصنام :


1- الشرك في العبادة :


ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ [الزمر : 29]



أي : أيهما أفضل : العبد الذي له سيدٌ واحد ويعرف كيف يرضي سيده ، أم ذلك العبد المملوك لعدة أشخاص ، وكل واحدٍ منهما يطلب منه شيئًا خلاف الآخر ؟



2- الشرك في الربوبية والتدبير :


أ- { ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } [النحل : 75] .


أي : أيهما أفضل : العبد المملوك الذي لا يقدر على فعل شيىء ( كالصنم الذي يعبده المشركون ) أم ذلك الحرُّ القادر القويُّ الذي يبسط خيره على الجميع ( كالله سبحانه ) ، فأيهما الأقدر على التدبير ؟



ب- { ضَرَبَ لَكُم مَّثَلاً مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [الروم : 28] .



أي : يا من تجعلون لله الشركاء ، هل تقبلون بأن يشارككم أحدٌ في أموالكم وممتلكاتكم ؟



إنكم ترفضون ذلك ، فلماذا ترتضون لأنفسكم التفرّد في التصرّف والتدبير ، ولا ترتضون ذلك لله ؟




{ وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [النحل : 76] .




ثانيًا : الردّ على المشركين من اليهود :



يتميّز اليهود بقسوة القلب والبخل والجرائم ، أما الشرك فهو الشرك العملي




ثالثًا : الردّ على المشركين من النصارى :



ادّعوا أن النبي عيسى ( عليه السلام ) إلهٌ فقال بعضهم أنه هو الله :



{ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [المائدة : 17] .



فالذي صُلِبَ – كما يزعمون – لا يمكن أن يكون إلهًا وإلا لما أمكن صَلبُه .




وقال البعض أنه ابن الله :



{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } [التوبة : 30] .



، وزعموا ذلك لأنه ( عليه السلام ) ولد من غير أب . فردّ عليهم القرآن :


{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } [آل عمران : 59] .




أي بحسب هذا المنطق يكون آدم ( عليه السلام ) أولى بالألوهية كونه من غير أبٍ وأمٍّ .





ج- الردّ على إنكار البعث :


جاء أُبَيُّ بن خلف فأخذ عظمًا باليًا من حائط ففتّه ثم قال: يا محمَّد إذا كنّا عظاما و رفاتا أإنا لمبعثون ، من يحيي العظام وهي رميم ؟



فنزلت : { أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ } [يس :77و 78 و 79] .


أي أنّ إعادة تركيب الشيىء الموجود أسهل من إيجاد الشيىء من العدم .



قال الأمير ( عليه السلام ) :



( .. وَعَجِبْتُ لِمَن أَنْكَرَ النَّشْأَةَ الاُْخْرَى، وَهُوَ يَرَى النَّشْأَةَ الاُْولَى .. ) [ نهج البلاغة ، ج4 ، الحكم القصار : 121 ]



( راجع تفسير العياشي ، ج2 ، ص 296 ، ح 89 )



(( والسور المكية كثيرة الردِّ على مثل هذه الإشكالات ، ومن أراد المزيد فليراجع سورة الأنعام التي تصدّت - بشكل محوري - لمثل هذه الأمور )) .






_________ __________


ــــــــــــــــــــــ أسئلة ـــــــــــــــــــــــــ



س1 : ما مقدار السنوات التي استمر فيها نزول القرآن الكريم ؟ كم سنة بمكة وكم سنة بالمدينة ؟




س2 : هل ترى تفاوتاً في الأسلوب – من حيث القوة والضعف – بين السور والآيات النازلة في بداية البعثة النبوية وبين تلك النازلة في آخرها ؟



س3 :ما فائدة النزول التدريجي للقرآن ؟ واذكر آيتين توضحان ذلك .



س4 : ما فائدة ( أسلوب التدرّج ) في عمليتي التربية والتغيير ؟



س5 : ما علاقة التدرّج بتجدد الشبهات والأسئلة ؟



س 6 : اذكر نموذجًا واحدًا استخدم القرآن في تحريمه أسلوب التدرّج .



الدرس ( 1 – 1 ) ( 5 ) نزول القرآن الكريم عن طريق الوحي :




الفصل الأول : نزول القرآن :









الدرس ( 1 – 1 ) ( 6 ) نزول القرآن الكريم عن طريق الوحي :







الدرس 1 :






نزول القرآن عن طريق الوحي :











نظراً إلى أنه (ص) كان يتلقى الوحي الإلهي من جهة عليا وهي اللّه سبحانه يقال عادة إن القرآن نزل عليه ، للإشارة باستعمال لفظ النزول إلى علو الجهة التي اتصل بها النبي عن طريق الوحي وتلقى عنها القرآن الكريم.







والوحي لغة : هو الإعلام في خفاء







والوحي هو الطريقة العامة لاتصال الأنبياء باللّه وتلقيهم للكتب السماوية منه تعإلى .













صور الوحي :










ويبدو من القرآن الكريم ان الوحي هذا الاتصال الغيبي الخفي بين اللّه واصفيائه له صور ثلاث :







إحداها : إلقاء المعنى في قلب النبي أو نفثه في روعه بصورة يحس بأنه تلقاه من اللّه تعإلى .










والثانية : تكليم النبي من وراء حجاب كما نادى اللّه موسى من وراء الشجرة .







والثالثة : هي التي متى أُطلقت انصرفت إلى ما يفهمه المتدين عادة من لفظة الإيحاء حين يلقي ملك الوحي المرسل من اللّه إلى نبي من الأنبياء ما كلف إلقاؤه إليه .










وقد اشير إلى هذه الصور الثلاث في قوله تعإلى :




{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } [الشورى : 51] .







نزول القرآن الكريم مرّتين :




في رأي عدد من العلماء أن القرآن الكريم نزل على الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) مرتين إحداهما نزل فيها مرة واحدة على سبيل الإجمال والمرة الأخرى نزل فيها تدريجًا على سبيل التفصيل .




معنى النزول الإجمالي : هو نزول المعارف الإلهية التي يشتمل عليها القرآن وأسراره الكبرى على قلب النبي لكي تمتلئ روح النبي بنور المعرفة القرآنية وتثقيف اللّهِ له بالرسالة التي أعدَّه لحملها .







الآيات القرآنية الدالة على ذلك ( الإنزال ) :




- { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى .. } [البقرة : 185] .




- وقوله : { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } [القدر : 1] .




- وقوله : إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ [الدخان : 3] .







معنى النزول التفصيلي : ( هو نزوله بألفاظه المحددة وآياته المتعاقبة تدريجياً ) . لأنه يستهدف تربية الأمة وتنويرها وترويضها على الرسالة الجديدة وهذا يحتاج إلى التدرج.







الآيات القرآنية الدالة على ذلك ( التنزيل ) :




وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً [الفرقان : 32] .




مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى [الضحى : 3] .




وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً [الإسراء : 106]




إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً [الإنسان : 23]







المرحلتين أشار إليهما القرآن الكريم في قوله تعإلى : { الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } [هود : 1] .







_________ __________




ــــــــــــــــــــــ أسئلة ـــــــــــــــــــــــــ




س1 : ما معنى الوحي ؟







س2 : ما هي صور الوحي ؟ اذكر الآية الشريفة التي تبين هذه الصور .







س3 : كم مرة نزل القرآن ؟







س4 : ما الفرق بين الإنزال والتنزيل ؟ وكيف تميِّز بين اللفظين في الآيات القرآنية ؟













س5 : اذكر بعض الآيات الدالة على الإنزال والتنزيل .







الخميس، 1 أبريل 2010

الدرس ( 4 ) الحث على التدبُّر في القرآن

الدرس 4
الحث على التدبُّر في القرآن :
وقد ورد الحث الشديد في الكتاب العزيز، والسنة الصحيحة على تدارس القرآن والتدبر في معانيه، والتفكر في مقاصده وأهدافه. قال تعالى :
o { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً } [النساء : 82] .
o { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } [محمد : 24] . وفي هذه الآية
الكريمة توبيخ عظيم على عدم اعطاء القرآن حقه من العناية والتدبر.
o { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } [ص : 29] .

التدبُّر في السنة الشريفة :
o في الحديث عن ابن عباس عن النبي (ص) انه قال :
( أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه) وعن ابي عبد الرحمن السلمي قال : حدثنا من كان يقرئنا من الصحابة أنهم كانوا يأخذون من رسول اللّه (ص) عشر آيات فلا يأخذون العشر الاخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل ( تفسير القرطبي ج 1 ص 26 . (
وعن عثمان وابن مسعود واُبيّ :
أن رسول اللّه (ص) كان يقرئهم العشر فلا يجاوزونها الى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل، فيعلمهم القرآن والعمل جميعاً )أصول الكافي ، كتاب فضل القرآن ) .
o وعن علي بن ابي طالب (ع) انه ذكر جابر بن عبد اللّه ووصفه بالعلم ، فقال له رجل : جعلت فداك، تصف جابراً بالعلم وأنت أنت. فقال :
إنه كان يعرف تفسير قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ .. } [القصص : 85] ( تفسير القرطبي ج 1 ص 26 ) .
o وفي الكافي بإسناده عن الزهري . قال : سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول :
" آيات القرآن خزائن فكلما فتحت خزينة ينبغي لك أن تنظر ما فيها " (اصول الكافي ، كتاب فضل القرآن ) .

{ .....والاحاديث في فضل التدبر في القرآن كثيرة . ففي الجزء 89 من بحار الانوار طائفة كبيرة من هذه الاحاديث ، على أن ذلك لا يحتاج إلى تتبع أخبار وآثار ، فإن القرآن هو الكتاب الذي أنزله الله نظاما يقتدي الناس به في دنياهم ، ويستضيؤن بنوره في سلوكهم إلى اخراهم .
وهذه النتائج لا تحصل إلا بالتدبر فيه والتفكر في معانيه . وهذا أمر يحكم به العقل . وكل ما ورد من الاحاديث أو من الآيات في فضل التدبر فهي ترشد إليه ....}. ( البيان في تفسير القرآن للسيد الخوئي قدس سره ، و علوم القرآن للشهيد السيد محمد باقر الحكيم بتصرُّف ) .

{... ومن الطبيعي أن يتخذ الاسلام هذا الموقف، ويدفع المسلمين بكل ما يملك من وسائل الترغيب الى دراسة القرآن والتدبر فيه. لان القرآن هو الدليل الخالد على النبوة، والدستور الثابت من السماء للأُمّة الاسلامية في مختلف شؤون حياتها، وكتاب الهداية البشرية الذي أخرج العالم من الظلمات الى النور، وأنشأ أمّةً، وأعطاها العقيدة، وامدها بالقوة، وأنشأها على مكارم الاخلاق، وبنى لها أعظم حضارة عرفها الانسان الى يومنا هذا...} . ( علوم القرآن للشهيد السيد محمد باقر الحكيم ) .
_________ __________
ــــــــــــــــــــــ أسئلة ـــــــــــــــــــــــــ
س1 : اذكر آيتين ندعو إلى التدبّر في القرآن الكريم .
س2 : اذكر حديثين عن أهمية التدبر في القرآن .
س3 : لماذا نتدبَّر القرآن ؟
س4 : ما معنى أن القرآن الكريم هدىً للناس ؟

الدرس ( 3 ) تاريخ علوم القرآن

الدرس 3
تاريخ علوم القرآن :

كان الناس على عهد النبي (ص) يسمعون الى القرآن، ويفهمونه بذوقهم العربي الخالص، ويرجعون الى الرسول (ص) في توضيح ما يشكل عليهم فهمه، أو ما يحتاجون فيه الى شيء من التفصيل والتوسع .

فكانت علوم القرآن تؤخذ وتروى عادة بالتلقين والمشافهة، حتى مضت سنون على وفاة النبي (ص)، وتوسعت الفتوحات الاسلامية، وبدرت بوادر تدعو الى الخوف على علوم القرآن، والشعور بعدم كفاية التلقي عن طريق التلقين والمشافهة، نظراً الى بعد العهد بالنبي نسبياً واختلاط العرب بشعوب أخرى، لها لغاتها وطريقتها في التكلم والتفكير، فبدأت لاجل ذلك حركة، في صفوف المسلمين الواعين لضبط علوم القرآن ووضع الضمانات اللازمة لوقايته وصيانته من التحريف.

وقد سبق الامام علي (ع) غيره في الإحساس بضرورة اتخاذ هذه الضمانات، فانصرف عقيب وفاة النبي (ص) مباشرة الى جمع القرآن.

ففي الفهرست لابن النديم، أن علياً (ع) حين رأى من الناس عند وفاة النبي ما رأى أقسم أنه لا يضع عن عاتقه رداءه حتى يجمع القرآن، فجلس في بيته ثلاثة أيام، حتى جمع القرآن. وسيأتي البحث عن ذلك في

البحث عن جمع القرآن. وما نقصده الآن من ذلك، أن الخوف على سلامة القرآن والتفكير في وضع الضمانات اللازمة، بدأ في ذهن الواعين من المسلمين، عقيب وفاة النبي (ص)، وأدى الى القيام بمختلف النشاطات. وكان من نتيجة ذلك (علوم القرآن)، وما استلزمته من بحوث وأعمال.

وهكذا كانت بدايات علوم القرآن، وأسسها الاولى على يد الصحابة والطليعة من المسلمين في الصدر الاول الذين أدركوا النتائج المترتبة للبعد الزمني عن عهد النبي (ص) والاختلاط مع مختلف الشعوب.

فأساس علم إعراب القرآن وضع تحت اشراف الامام علي (ع)، اذ أمر أبا الاسود الدؤلي وتلميذه يحيى بن يعمر العدواني رائدي هذا العلم والواضعين لاساسه، فان أبا الاسود هو : أول من وضع نقط المصحف، وتروى قصة في هذا الموضوع، تشير الى شدة غيرته على لغة القرآن، فقد سمع قارئاً يقرأ قوله تعالى { .... أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ...} [التوبة : 3] . فقرأها بجر اللام من كلمة (رسوله) فأفزع هذا اللحن أبا الاسود الدؤلي وقال : عز وجه اللّه أن يبرأ من رسوله، فعزم على وضع علامات معينة تصون الناس في قراءتهم من الخطأ، وانتهى به اجتهاده الى أن جعل علامة الفتحة نقطة فوق الحرف، وجعل علامة الكسرة نقطة أسفله، وجعل علامة الضمة نقطة بين أجزاء الحرف، وجعل علامة السكون نقطتين .
] نقلاً عن علوم القرآن للشهيد السيد محمد باقر الحكيم [


_________ __________
ــــــــــــــــــــــ أسئلة ـــــــــــــــــــــــــ
س1 : كيف كانت علوم القرآن في زمن الرسول ( ص ) ؟
س2 : لماذا قام المسلمون بوضع وتصنيف كتب في علوم القرآن بعد وفاة الرسول ( ص ) ؟
س3 : من أول من جمع القرآن ؟
س4 : من اللذان أسسا علم إعراب القرآن ؟ وبإشراف من ؟
س5 : ما الحادثة التي أدّت بأبي الأسود الدؤلي أن يتحرّك لتشكيل الآيات القرآنية بالحركات الإعرابية الملوّنة ؟
س6 : اشرح كيف شُكِّلت الفتحة والكسرة والضمّة والسكون .


نشاط :
علم الرسم القرآني :
ضع الأسماء التالية في المكان المناسب :
أبو الأسود الدؤلي – نصر بن عاصم الليثي ويحيى بن يعمر العدواني تلميذا أبي الأسود – الخليل بن أحمد الفراهيدي تلميذ الليثي والعدواني


أول من وضع :
1- الحركات على شكل نقط ملونة ( ...................................... ) .
2- النقاط على الحروف ( ............................................... ) .
3- الحركات ( ............................................... ) .

الدرس ( 2 ) ما هي علوم القرآن ؟

الدرس 2
علوم القرآن :
علوم القرآن هي : (( جميع المعلومات، والبحوث التي تتعلق بالقرآن الكريم )) . وتختلف هذه العلوم في الناحية التي تتناولها من الكتاب الكريم. وأهم تلك الاعتبارات، القرآن بوصفه كلاماً دالاً على معنى، والقرآن بهذا الوصف، موضوع لعلم التفسير.

علم التفسير :
يشتمل على دراسة القرآن باعتباره كلاماً ذا معنى، فيشرح معانيه، ويفصل القول في مدلولاته، ومقاصده.

ولاجل ذلك كان علم التفسير من أهم علوم القرآن وأساسها جميعاً.


علم آيات الاحكام :
وقد يعتبر القرآن بوصفه مصدراً من مصادر التشريع، وبهذا الاعتبار يكون موضوعاً لعلم آيات الاحكام. وهو علم يختص بآيات الاحكام من القرآن، ويدرس نوع الاحكام التي يمكن استخراجها بعد المقارنة لجميع الادلة الشرعية الاخرى من سنة، واجماع، وعقل.

علم إعجاز القرآن :
وقد يؤخذ القرآن بوصفه دليلاً لنبوة النبي محمد (ص) فيكون موضوعاً لعلم اعجاز القرآن. وهو علم يشرح : أن الكتاب الكريم وحي الهي ويستدل على ذلك بالصفات والخصائص التي تميزه عن الكلام البشري.

علم إعراب القرآن :
وقد يؤخذ القرآن باعتباره نصاً عربياً جارياً وفق قواعد اللغة العربية من ناحية تغير أواخر الكلم فيكون موضوعاً لعلم اعراب القرآن .

علم البلاغة القرآنية :
وهوعلم يشرح مجيء النص القرآني وفق قواعد اللغة العربية من ناحية الأساليب البلاغية من تشبيهات واستعارات وغيرها .

علم أسباب النزول :
وقد يؤخذ القرآن بوصفه مرتبطاً بوقائع معينة في عهد النبي (ص) فيكون موضوعاً لعلم أسباب النزول.

علم رسم القرآن :
وقد يؤخذ القرآن باعتبار لفظه المكتوب، فيكون موضوعاً لعلم رسم القرآن، وهو علم يبحث في رسم القرآن، وطريقة كتابته.

علم القراءة :
وقد يعتبر بما هو كلام مقروء، فيكون موضوعاً لعلم القراءة والتجويد ، وهو علم يبحث في ضبط حروف الكلمات القرآنية وحركاتها، وطريقة قراءتها بحسب الرواية فهناك قراءات متعددة كقراءة حفص وورش وقالون ...، وتعرف بالقراءات السبع أو العشر .

الى غير ذلك من البحوث التي تتعلق بالقرآن. فانها جميعاً تلتقي وتشترك في اتخاذها القرآن موضوعاً لدراستها، وتختلف في الناحية الملحوظة فيها من القرآن الكريم.




_________ __________
ــــــــــــــــــــــ أسئلة ـــــــــــــــــــــــــ


مصطلحات علوم القرآن :
مستعيناً بالكلمات التالية ضع الكلمة المناسبة أمام المصطلح المناسب :
علم التفسير - علم المحكم والمتشابه - علم الإعراب والبلاغة - علم الرسم القرآني - علم الإعجاز - علم المكي والمدني - علم آيات الأحكام - علم القراءة - علم الناسخ والمنسوخ - علم أسباب النـزول

1- ( ....................... ) يشتمل على دراسة القرآن باعتباره كلاماً ذا معنى ، فيشرح معانيه ، ويفصل القول في مدلولاته، ومقاصده ، ولاجل ذلك كان من أهم علوم القرآن وأساسها جميعاً.
2- ( ....................... ) علم يدرس نوع الاحكام التي يمكن استخراجها من الآيات القرآنية بعد المقارنة مع جميع الادلة الشرعية الاخرى من سنة، واجماع، وعقل.
3- ( ....................... ) علم يشرح أن الكتاب الكريم وحي الهي بوصفه دليلاً لنبوة ويستدل على ذلك بالصفات والخصائص التي تميزه عن الكلام البشري.
4- ( ....................... ) علم يبحث في ضبط حروف الكلمات القرآنية وحركاتها، وطريقة قراءتها .
5- ( ....................... ) علم يقسم الآيات إما بمكان نزولها ( مكة أو المدينة ) ، أو بزمن نزولها ( قبل أو بعد الهجرة ) ،أوبالمخاطبين بها .
6- ( ....................... ) علم يرتبط بوقائع كانت حدثت في عهد النبي (ص) ونزلت بعدها آيات تتحدث عنها .
7- ( ....................... ) علم يبحث في الآيات التي أصدرت حكماً لفترة معينة ثم نزلت آيات أخرى تحكم بتغير الحكم إلى حكم آخر .
8- ( ....................... ) علم رد الآيات الغير معلومة الدلالة بشكل قطعي إلى الآيات المحكمة .
9- ( ....................... ) علم يشرح النص القرآني وفق القواعد العربية في النحو والبلاغة.
10- ( ....................... ) علم يبحث في رسم القرآن، وطريقة كتابته.
__________________
(1) مقتبس من كتاب علوم القرآن للشهيد السيد محمد باقر الحكيم .

للبحث وزيادة الاطلاع :

نشاط :

ضع الكلمات التالية في الفراغ المناسب :

نزلت قبل الهجرة – 114 سورة – 86 سورة – 28 سورة - نزلت بعد الهجرة – 23 – مكة – المدينة المنورة – 114 مرة – التوبة - النمل – موسى – عيسى خمسة – خمس وعشرون - إبراهيم – نوح .

1- السور المكية هي التي .........................
2- السور المدنية هي التي ........................
3- عدد سنوات نزول القرآن الكريم ...............سنة ، منها 13 سنة في .......... و10 سنوات في ...................
4- عدد سور القرآن الكريم ........... ، منها ..........مكية ، و........مدنية .
5- السورة هي التي تبدأ بـ .......................عدا سورة ...................
6- البسملة وردت ................ في القرآن الكريم ، حيث وردت مرتين في سورة ................
7- عدد الأنبياء في القرآن الكريم .............نبيا ، منهم .............رسل هم أولوا العزم .
8- أولوا العزم هم ..............و ....................و................و................و محمد ( ص ) .

لدرس ( 1 ) القرآن وأسماؤه

الفصل التمهيدي : معلومات عامة حول علوم القرآن الكريم

الدرس 1
القرآن وأسماؤه :
تعريف القرآن الكريم :
هو : (( الكلام المعجز المنزل وحياً على النبي ( ص ) المكتوب في المصاحف المنقول عنه بالتواتر المتعبَّد بتلاوته )) . ( موجز علوم القرآن د. داود العطار ) .

سمِّي بالكتاب : (( لترابط مضامينه ووحدتها في الهدف والاتجاه ، بالنحو الذي يجعله كتاباً واحداً )) . ( موجز علوم القرآن د. داود العطار ) .


وأما تسميته بـ (القرآن) فهي تشير الى حفظه في الصدور نتيجة لكثرة قراءته، وترداده على الالسن. لان القرآن مصدر القراءة، وفي القراءة استكثار واستظهار للنص.

فالكلام الالهي الكريم له ميزة الكتابة والحفظ معاً، ولم يكتف في صيانته وضمانه بالكتابة فقط، ولا الحفظ والقراءة فقط لهذا كان كتاباً وقرآناً.

ومن أسماء القرآن أيضاً (الفرقان) قال تعالى : { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً } [الفرقان : 1] .
ومادة هذا اللفظ تفيد معنى التفرقة، فكأن التسمية تشير الى أن القرآن هو الذي يفرق بين الحق والباطل، باعتباره المقياس الالهي للحقيقة في كل ما يتعرض له من موضوعات.
ومن أسمائه أيضاً (الذكر). وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ [الأنبياء : 50] ، ومعناه الشرف، ومنه قوله تعالى : { لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } [الأنبياء : 10] .

وهناك الفاظ عديدة اطلقت على القرآن الكريم على سبيل الوصف لا التسمية كالمجيد، والعزيز، والعلي، في قوله تعالى : بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ [البروج : 21] ، {... وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ } [فصلت : 41] ، { وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } [الزخرف : 4].



_________ __________
ــــــــــــــــــــــ أسئلة ـــــــــــــــــــــــــ

س1 : لم سمي بالقرآن والفرقان والكتاب ؟
س2 : ما معنى فيه ذكركم ؟